الأحد، 24 أبريل 2011

الديمقراطية المثالية


بسم الله الرحمن الرحيم
نحو ديمقراطية مثالية
كثير منا يرى أننا إذا استطعنا أن نطبق النموذج الغربي للديموقراطية نكون بذلك قد وصلنا للقمة, وهم يريدون أن نقوم بعملية قص ولزق, أي أن نكون نسخة مطابقة لما هم عليه.
وهؤلاء من الصعب أن نقنعهم أننا يمكن أن نقدم للعالم الديموقراطية الصحيحة أو المثالية, أو على الأقل الصورة المتطورة لها.
سنجد من يطالب بتطبيق الديمقراطية كما يطالب المتدينون بتطبيق الحدود والشريعة, وكما يقصد هؤلاء النموذج الغربي للديمقراطية فإن أولئك يقصدون النموذج التراثي والتاريخي لتطبيق الشريعة.
هناك من لا يقبل تطبيق الديمقراطية على أحدث وأكمل صورة يمكن إيجادها على الواقع, ولا يقبلون إلا بالبدء أولاً بالصورة والتطبيق الغربي, فإذا نجحنا فيه فيمكن تطويره فيما بعد.
إن من يبحثون عن مصلحتهم وحدهم سيتمسكون بالديمقراطية الشكلية, ولن يحرص على تحقق الديمقراطية الصحيحة إلا من يجاهدون في سبيل مصلحة أوطانهم وتقدمها.
نتناقش أولاً:
-        ما هي الديمقراطية؟.
-        ما هي الغاية من تطبيق الديمقراطية؟.
-        كيف نطبق الديمقراطية؟.
ما هي الديمقراطية؟:
هي حكم الشعب نفسه بنفسه: أي أننا إذا وجدنا دولة يحكم فيها الشعب ويقرر ما يريده فهي دولة ديمقراطية.
ثم نتساءل: هل الديمقراطية هي حكم الشعب أم حكم أغلبية الشعب؟.
الإجابة : هي حكم الأغلبية.
فنسأل:
-        هل هي حكم الفئة التي تجيد الحكم, أم أي أغلبية عددية؟.
هل من المنطق أن:
-         يكلف أحد باختيار فرد من بين مجموعة لا يعرف عنهم شيئاً؟.
-        أو إذا كان يعرف بعضهم فهل سيكون لديه خيار إلا أن يختار واحداً من بين الذين يعرفهم وليس من كل الذين يصلحون؟.
-        وهل نسمح بالاختيار من بين من لا يصلح مطلقاً, ومن يمكن أن يصلح, ومن يصلح بكفاءة عالية, أم يكون الاختيار بين من يصلح بكفاءة عالية فقط؟.
-        وهل يكلف أحد باختيار شيء لا علم له به, أم يجب أن نتأكد أن من يختار لديه القدرة على الحكم الصحيح وبالتالي حسن الاختيار؟.
-        أو يكلف أحد بأمر لا يستطيعه ولا قبل له به؟.
    -  هل يتساوى صوت أستاذ الجامعة مع صوت من لا يجيد القراءة والكتابة؟, أم يقتصر العمل في الآلية الديمقراطية على الصفوة وأهل التخصص؟.
ما هي الغاية من الديمقراطية؟:
هي ضمان تحقيق المصلحة الكاملة للشعب, خشية أن يكون أمر الشعب بيد فرد أو فئة تحدد هي فقط ما يصلح وما لا يصلح.
فهل يتحقق الهدف من خلال تطبيق ديمقراطية شكلية, أم يجب أن يتحقق الجوهر والهدف منها؟.
إذن كيف نطبق الديمقراطية؟.
·       يجب أن يتم اختيار الأفراد الذين يشتركون في المنظومة الديمقراطية, وهم من يملكون القدرة على أداء المهمة الملقاة على عاتقهم – أي مهمة الاختيار - واستبعاد من يفتقدون هذه القدرة.
·       يجب أن يتم غربلة وتنقية الاختيارات المقدمة بحيث يستبعد منها ما لا يصلح, ويبقى الاختيار في أفضل ما يصلح.
·       يجب أن توجد ضمانات لمنع فرض رأي أحد أو فئة على الجميع لمجرد أنه قد تم اختيارهم من الشعب, بل يجب أن يخضع الجميع حكاماً ومحكومين لدستور وقوانين ومنظومة ملزمة.
·       يجب أن تكون هناك آلية لجبر أي شرخ, وتصحيح أي خطأ, ولا تكون الأمور جامدة, بل لابد من ليونة تضمن تحقق الهدف.
قدمنا أسساً وقواعد للتفكير, وبقي أن نفكر سوياً في التفاصيل التي تحقق وتطابق الأسس والقواعد.

هناك تعليق واحد: