الأربعاء، 23 فبراير 2011

الصدق مع الإصلاح والتغيير


بسم الله الرحمن الرحيم
الصدق مع الإصلاح والتغيير
يحسب البعض أنه من دعاة الإصلاح أو على الأقل من المؤيدين والداعمين لخطوات الإصلاح التي تهدف لنهضة الأمة.
كما يشتاق الكثير للحظة التغيير وبدء الإصلاح, على أمل أن يتحقق حلمهم في زوال الفساد والمنغصات ونشأة مجتمع يحقق له أمنياته ويلبي طموحاته.
يجب أن نوقن أن غالبية الناس ستكون ضد الإصلاح إذا كان في مرحلة العرض والبحث عن مؤيدين, ذلك لأن الجميع يعاني مما في المجتمع من سلبيات, ولكنه أيضاً يناله جزء من المنافع نتيجة هذه السلبيات, والجميع يريد من الإصلاح أن تزول منغصاته وأن تزداد مكتسباته. ولكنه لا يقبل أن يكون من نتيجة الإصلاح أن يخسر شيئاً من المميزات التي يختص بها.
لن يكون هناك إصلاح دون خسارة في جوانب معينة ومكتسبات في جوانب أخرى, ولن يؤيد الإصلاح إلا من رفع مكاسب الوطن فوق مكاسبه الشخصية.
حين يتحقق العدل والمساواة ستزول مكتسبات أهل الحظوة والاستثناءات, وسنجد من يتحسر على مقام أهل الفضل والعز والشرف والعراقة بعد أن رفع أهل الفقر والمسكنة عليهم .
وحين تتحقق الحرية سيجرح كل الذين كانوا يحتمون بأسوار القيود والرقابة والمصادرة والمنع, وسيرفعون شعارات الأخلاق والأدب والقيم, كما سيتباكون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والولاء والبراء, واحترام العلماء وتعظيم شرع الله.
وحين يسود القانون سيولول الذين سادوا بالاستثناءات والاحتكار والتمييز والتزوير.
إن أسوأ ما يفعله الفساد هو أنه ينجب جيشاً قوياً من أعداء الإصلاح.
بقي أن نسأل: هل تحسب أنك ستكون من مؤيدي الإصلاح مهما أصابك من خسائر, أم ستكون من معوقي النهضة لحرصك على أن تظل في مكتسباتك؟.
هل يمكنك أن تقف مؤيداً لحزب يضع في برنامجه تحقيق العدل والمساواة, وإلغاء الامتيازات والاستثناءات, ومنع الفساد بكل صوره؟.
هل يمكنك أن تؤيد الدعوة للإصلاح وأنت تعلم أنه بهذا الدعوة لن يمكنك الاستمرار في التمتع بدخولك أو دخول أبنائك وأقاربك الوظائف السيادية مثل الجيش والشرطة والنيابة والسلك الدبلوماسي, وأن هذه الأماكن ستكون للأفضل والأكفأ وليس للخاصة والمؤيدين؟.
هل ستقبل الإصلاح والتغيير مع إطلاق حرية التعبير والرأي, مع ما سيترتب على ذلك من انهيار لرموز صنعت وضخمت وهي خاوية؟, وماذا لو كنت أنت أو أحداً ممن تنتمي إليه من هذه الرموز.
قبل أن ندعو للإصلاح أو نتمناه يجب أن ندرك تبعاته جيداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق